في قرية صغيرة محاطة بالجبال،
كان هناك صبي يُدْعى سليم، يعشق التنقيب عن الأشياء القديمة؛
كان يقضي معظم وقته في الحقول المحيطة بقريته،
يبحث بين الصخور والتربة عن أي شيء يمكن أن يخبره بقصة من الماضي..
ذات يوم، بينما كان يحفر قرب شجرة زيتون معمرة، اصطدم معوله بشيء صلب؛
بدأ ينفض التراب بيديه بحماسة حتى اكتشف صندوقا خشبيا صغيرا، يبدو عليه القدم..
فتحه بحذر ليجد داخله مجموعة من الرسائل المكتوبة بعناية على ورق قديم.
أخذ سليم الرسائل إلى جده، الحكيم العجوز الذي كان يعرف تاريخ القرية جيدًا.
وعندما قرأ الجد أولى الرسائل، اتسعت عيناه دهشةً،
وقال: "هذه رسائل من رجل عاش هنا قبل مئات السنين!"
كانت الرسائل تتحدث عن رجل يُدْعى يوسف،
كان يعيش في القرية خلال زمن مضطرب،
حيث كانت الأرض تعاني من الجفاف،
والناس يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الماء؛
في رسائله، كان يوسف يصف اكتشافه لمجرى ماء تحت الأرض،
لكنه لم يستطع إخبار أهل القرية حينها،
لأن أحد كبار التجار أراد احتكار الماء وهدده إن أفشى سره؛
فقرر أن يدفن هذه الرسائل على أمل أن يجدها شخص ما في المستقبل.
اهتز قلب سليم وهو يقرأ الرسائل،
فذهب مع جده إلى شيخ القرية وأخبروه بالقصة؛
بعد أيام من البحث والتنقيب، وجد الأهالي المجرى المائي المدفون،
وكان لا يزال ينبض بالماء العذب.
فرح أهل القرية بهذا الاكتشاف، وأقاموا بئرا ليستفيد الجميع منه؛
ومنذ ذلك الحين، أصبح سليم معروفا في القرية
بأنه الصبي الذي أعاد الحياة إلى أرض الأجداد
بفضل رسائل من باطن الأرض.