في تلك الليلة الماطرة، وقف رامز أمام الباب الكبير، مترددا؛
كانت هذه لحظة البداية، اللحظة التي انتظرها طويلًا..
خلف هذا الباب، كان ينتظره عالم جديد، حياة مختلفة، وربما مصير لم يتخيله من قبل.
مد يده ببطء، دفع الباب الخشبي الثقيل، فصدر عنه صرير كأن الزمن نفسه يعترض على دخوله؛
داخل القاعة، كان الضوء خافتا، والجدران مغطاة بكتب قديمة، كأنها تحمل أسرار العصور الغابرة؛
في وسط الغرفة، كان يجلس رجل مسن، نظر إليه بعينين كأنهما تعرفانه منذ زمن بعيد..
قال العجوز بصوت هادئ: "ها أنت وصلت أخيرا يا بني .. لكن هل أنت مستعد ؟"
لم يفهم رامز السؤال تماما، لكنه شعر أنه لم يعد هناك مجال للتراجع؛
جلس أمام الرجل، وأخذ نفسا عميقا، منتظرا أن يسمع ما سيغير حياته..
بدأ العجوز يروي له قصة غامضة عن سر قديم؛
عن قوة مخفية وعن باب لا يمكن إغلاقه بمجرد عبور؛
كلما استمع رامز أكثر، شعر أن الواقع من حوله يتلاشى،
وأنه يدخل إلى عالم جديد، حيث كل شيء ممكن،
وحيث النهايات لم تكن سوى بدايات جديدة.
وحين انتهى العجوز من حديثه، ابتسم وقال: "والآن .. تبدأ رحلتك !"
لكن رامز لم يعرف أبدا متى ستنتهي،
لأنه كان قد دخل فعلا في بداية بلا نهاية.