انخفض سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) خلال تداولات يوم الثلاثاء ليصل إلى أدنى مستوى له منذ شهر نوفمبر، وذلك نتيجة تراجع مبيعات الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية في أوروبا. هذا التراجع أدى إلى انخفاض قيمتها السوقية إلى ما دون تريليون دولار لأول مرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأغلق السهم تعاملات وول ستريت يوم أمس منخفضًا بنسبة 8.4%، ليستقر عند 302.8 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ السابع من نوفمبر. كما سجل السهم أكبر نسبة تراجع يومية منذ الثامن عشر من ديسمبر.
نتيجة لذلك، تراجعت القيمة السوقية لشركة تسلا - المعروفة بإنتاج سيارات مثل موديل 3 وموديل واي - إلى 974 مليار دولار، مما يمثل أول انخفاض لها تحت حاجز التريليون دولار منذ أوائل نوفمبر.
خسائر قوية في يوم واحد كما شهدت ثروة المدير التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، انخفاضا بقيمة 22.2 مليار دولار في يوم واحد نتيجة انخفاض السهم أمس، حيث تشكل تسلا النسبة الأكبر من صافي ثروته.
وفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، يبلغ صافي ثروة ماسك حاليًا 358 مليار دولار، وهو أعلى بحوالي 100 مليار دولار مقارنة بالمستوى المسجل قبل فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.
يأتي هذا الانخفاض في الوقت الذي يزداد فيه النفوذ السياسي لماسك، مما يثير قلق بعض مستثمري تسلا الذين يرون أنه يخصص وقتا متزايدا لإدارة كفاءة الحكومة.
ورغم أنه لا يوجد خطر يهدد مكانة ماسك كأغنى شخص في العالم، فإن ثروته الصافية تراجعت بأكثر من 100 مليار دولار منذ منتصف ديسمبر، وهو ما يعادل انخفاضا بنسبة 25%، بسبب عمليات البيع المتسارعة لأسهم تسلا.
المشترين الأوروبيين غير راضين أشارت بعض التقارير إلى أن المشترين الأوروبيين غير راضين عن الدور المتزايد لماسك في إدارة ترامب، التي تسعى إلى إعادة ضبط العلاقات الأوروبية الطويلة الأمد.
قد يكون المستثمرون أيضًا بصدد جني الأرباح التي حققوها خلال العام الماضي، إذ رغم التراجع الأخير، لا يزال السهم مرتفعا بنسبة 52% خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
في الوقت الحالي، لم تعد تسلا من الشركات التي تتجاوز قيمتها تريليون دولار، حيث تبلغ قيمتها السوقية 974 مليار دولار.
من جانبه، أشار غاري بلاك، الشريك الإداري في مجموعة الاستثمار The Future Fund، إلى أن سهم تسلا قد يشهد مزيدا من الانخفاض هذا العام، خاصة في ظل المراجعة الأخيرة لإرشادات الشركة حول عمليات التسليم في عام 2025.
وقد تبنى ماسك دورا غير مسبوق ومثيرا للجدل في المجتمع الأمريكي، من خلال تحالفه مع الرئيس دونالد ترامب وإدارته الظاهرية لكفاءة الحكومة في عهد ترامب. إضافة إلى ذلك، يقود ماسك عدة شركات أخرى، منها سبيس إكس، ومنصة التواصل الاجتماعي X، وشركة الذكاء الاصطناعي xAI، وشركة الشرائح الدماغية نيورالينك.
ورغم تعدد مسؤوليات ماسك، فقد اعتاد مستثمرو تسلا على ذلك، ويواصلون تقييم أسهم الشركة بمستويات مرتفعة، نظرًا لإيمانهم بقدرة ماسك الفريدة على إدارة هذه المشاريع المتعددة.
في هذا السياق، يرى بعض المستثمرين أن التراجع الأخير في سهم تسلا قد لا يكون دائمًا. فمن المتوقع أن تطلق الشركة خدمة سيارات الأجرة الذاتية في وقت لاحق من هذا العام، كما تستمر في تطوير نماذج جديدة تتماشى مع تفضيلات السائقين المتغيرة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل تسلا على الكشف عن تقنيات القيادة الذاتية الكاملة في السوق الصينية.
توقيع :Hayam Shawky
يقولون يمكن للقلوب الدافئة أن تذيب الثلج، ولكن ما لا يعلموه أن تلك القلوب تتجمد مع مرور الوقت
وقد تتجمد هي عندما يكون الثلج قد ذاب