معبد حتشبسوت، المعروف أيضًا بمعبد الدير البحري، هو أحد أعظم المعابد الجنائزية في مصر القديمة وأكثرها تميزًا من الناحية المعمارية. يقع المعبد على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من وادي الملوك في الأقصر (طيبة القديمة). أمرت الملكة حتشبسوت، إحدى أبرز ملكات مصر القديمة من الأسرة الثامنة عشرة، ببنائه ليكون معبدًا جنائزيًا مخصصًا لها ولعبادة الإله آمون رع.
تصميم المعبد
صُمم المعبد ليكون تحفة معمارية متكاملة، حيث يتميز بتصميمه التدرجي الفريد. يتكون من ثلاث مصاطب رئيسية متدرجة ترتبط ببعضها بواسطة منحدرات طويلة ومفتوحة.
المعبد منحوت جزئيًا في الجبل، مما يضفي عليه مظهرًا طبيعيًا متناسقًا مع البيئة المحيطة.
الجدران مزينة بنقوش بارزة ولوحات ملونة تصور إنجازات الملكة حتشبسوت، رحلتها الشهيرة إلى بلاد بونت (الصومال حاليًا)، وتكريسها للآلهة.
أهم المعالم داخل المعبد
الرحلة إلى بلاد بونت:
تُظهر النقوش تفاصيل هذه البعثة التجارية الشهيرة، بما في ذلك السفن المحملة بالبضائع مثل البخور، والأشجار، والذهب، والحيوانات الغريبة.
مشاهد تكريس حتشبسوت:
لوحات تسلط الضوء على شرعية حكمها، حيث تصفها بأنها ابنة الإله آمون رع، مما يدعم حقها الإلهي في العرش.
الأعمدة والنقوش:
المعبد مزود بعدد كبير من الأعمدة المزخرفة التي تضيف إليه جمالًا استثنائيًا، وتعرض مشاهد دينية واحتفالية.
قدس الأقداس:
جزء داخلي من المعبد مخصص لعبادة الإله آمون رع.
الأهمية التاريخية والدينية
كان المعبد مركزًا دينيًا وسياسيًا هامًا في عصر حتشبسوت، حيث يبرز دورها كملكة فرعونية قوية ومبتكرة.
أظهر المعبد تطور العمارة الجنائزية في مصر القديمة، حيث انتقل التركيز من بناء الأهرامات إلى بناء المعابد الجنائزية.
الأضرار والترميم
تعرض المعبد للتخريب في بعض أجزائه على يد خلفائها، خاصة الملك تحتمس الثالث، الذي حاول محو أثرها.
خضع المعبد لعمليات ترميم واسعة خلال القرن العشرين ليعيد العلماء بناء الأجزاء المدمرة، مما ساعد على استعادة الكثير من جماله الأصلي.
زيارته اليوم
يُعد معبد حتشبسوت وجهة سياحية بارزة في الأقصر. السياح يزورونه للاستمتاع بعظمته المعمارية والتاريخية وللتعرف على جزء مهم من تاريخ مصر القديمة.
توقيع :Hayam Shawky
يقولون يمكن للقلوب الدافئة أن تذيب الثلج، ولكن ما لا يعلموه أن تلك القلوب تتجمد مع مرور الوقت
وقد تتجمد هي عندما يكون الثلج قد ذاب
معبد حتشبسوت في وادي الملوك، شموخ شاهد على عظمة مصر