بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد..
عَن ابنِ عُمرَ,رَضِيَ اللهُ عَنهُما,قال: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ- صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ-بِمَنكِبِي,فقَالَ: (( كُنْ فِي الدُّنيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَو عَابِرُ سَبيلٍ)). رَواهُ البُخَاري.
🌷لنكن ممن يحفظ الحديث و يعمل به و يسعى لنشره و جزى الله الجميع خيرا.
💡 معنى الحديث :
أخذ النبي- صلى الله عليه و سلّم- بمنكبي ابن عمر,رضي الله عنهما, أي : أمسكه من مجمع العضد و الكتف لأجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ ما يقوله و يعقل عنه, فهذا الكلام عظيم القدر, جليل الفوائد و جامع لأنواع الخير, و في هذا الحديث أصل في الفراغ عن الدنيا, و الزهد فيها و الرغبة عنها تماما كالمسافر الّذي إذا دخل بلدة لم ينافس أهلها في مجالسهم, و لا يجزع أن يُرى على خلاف عادتهم في الملبوس, ولا يأخذ في سفره إلا الزاد القليل و راحلته و ما يعينه لبلوغ مقصده و دياره , فهو لا يحتاج إلى أكثر مما يُبلغه غاية سفره فكذلك يجب أن يكون المؤمن , لا يأخذ من الدنيا إلا ما يعينه على بلوغ الحلّ و لا يجعلها دار إقامة له , فهي ليست دارا لأحد, هي فقط دار ممرّ و معبر لمسافر إلى الدار الآخرة .