سورة النصر: سبب نزولها وتفسيرها
أولًا: نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)
سبب نزول السورة
نزلت هذه السورة في أواخر حياة النبي ﷺ، بعد فتح مكة، عندما بدأت القبائل العربية تدخل في الإسلام جماعاتٍ كبيرة. وقد فهم النبي ﷺ من هذه السورة أن مهمته اقتربت من نهايتها، وأنه قد أدى الرسالة، ولذلك اعتبرها بعض الصحابة، مثل ابن عباس رضي الله عنه، إشارة إلى قرب وفاة النبي ﷺ.
تفسير السورة
الآية الأولى:
“إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ”
• “نصر الله”: هو التأييد الإلهي الذي تحقق بانتصار المسلمين على أعدائهم.
• “الفتح”: يقصد به فتح مكة، الذي كان حدثًا عظيمًا في تاريخ الإسلام، حيث دخل الناس في الإسلام دون قتال.
الآية الثانية:
“وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا”
• بعد فتح مكة، بدأت القبائل العربية تعلن إسلامها بأعداد كبيرة، ولم تعد هناك مقاومة قوية ضد الإسلام.
الآية الثالثة:
“فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا”
• هذه الآية تأمر النبي ﷺ بزيادة التسبيح والاستغفار، كنوع من الشكر على إتمام الرسالة.
• تشير إلى أن نهاية المهمة تقتضي العودة إلى الله والاستعداد للقاءه، ولهذا كان النبي ﷺ يُكثر من قول: “سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك” بعد نزول هذه السورة.
الدروس المستفادة من السورة
1. النصر بيد الله: مهما كانت قوة الأعداء، فإن النصر الحقيقي لا يأتي إلا من الله.
2. شكر الله عند النجاح: لا يجب أن يغتر الإنسان بإنجازاته، بل عليه أن يحمد الله عليها.
3. التسبيح والاستغفار سُنة عند نهاية الأعمال الكبيرة: كما فعل النبي ﷺ بعد فتح مكة.
4. إشارة إلى قرب وفاة النبي ﷺ: حيث فهم بعض الصحابة أن هذه السورة تعني اكتمال الرسالة، وقرب رحيل النبي ﷺ.
الخاتمة
تعد سورة النصر من السور القصيرة لكنها تحمل معاني عظيمة، فقد بشرت بانتصار الإسلام، ووجهت النبي ﷺ لشكر الله والاستعداد للقاءه. وهي تذكر المسلمين دومًا بأن الفتوحات والنجاحات يجب أن تُقابل بالتواضع والشكر لله.