قالت لي أمي رحمها الله يوماً ما وأنا أجلس أمامها لتصفف شعري، بعد شجار جديد مع أبي
"إن أباكِ يحبك، أكثر مما يحب ذاته"
لم أقتنع بما تقول، كيف يحبني وأنا وهو مثل البنزين والنار
عنيدة انا كشجرة صفصاف عملاقة، ثابتة في وجه الريح حتى وإن احترقت وتحولت لرماد
عنيد هو كجذور شجرة صفصاف عملاقة تمتد حتى سابع أرض
عصبية أنا كأمواج بحر هادرة يهرب الجميع من أمامها
عصبي هو كعاصفة هوجاء تزيل كل ما يتواجد بطريقها
"أتحبيه امي؟"
"نعم أكيد"
"لماذا؟
"أحبه لأنه رجل"
"وهل تتزوج النساء غير الرجال؟"
"الرجل ليس جنساً للتفرقة، الرجل يا فتاتي هو شخصية، رجل أن وقعتِ لا يضحك عليكِ، بل يمنع الأخرين من الضحك
إن بكيتِ يوماً مسح لآلئك بيديه، إن غضبتِ يوماً أحتوى غضبك بين أضلاعه، إن مرضتِ كان عوناً وسنداً لك
تسيرين يديك بيديه لا تخافين من الناس او المستقبل، ليس الأمر مالاً فالمال لا يصنع الرجال، ولكن الرجل هو من يصنع المال
يحتويكِ، يحترمكِ، يعلم الجميع أنكِ حلاله، يغار بحب ويتقبل غيرتكِ
يتقبلك في كل حالاتكِ، بالنسبة له أنت طفلة تحتاج الحلوى كباقي الأطفال
يعلم أنكِ أنثى تحتاج أن تسمع أرقى العبارات
يعلم أنكِ امرأة تحتاج للاحتواء
يعلم أنكِ ملكهُ فعلى الجميع أن يعطيكِ الاحترام
لأنه رجل فسيحبك باقتدار
هذا هو أبيكِ باختصار"