عبد الرحمن سميط هو أحد أبرز الشخصيات الإسلامية في العصر الحديث، وهو داعية كويتي معروف بأعماله الإنسانية والإغاثية، وخاصة في مجال الدعوة الإسلامية في إفريقيا. وُلد عبد الرحمن سميط في الكويت في 1947، وعُرف بنشاطه الكبير في مجال الدعوة إلى الإسلام في القارة الإفريقية، حيث قام بالكثير من الجهود التي تركت أثرًا كبيرًا في نشر الإسلام بين العديد من الشعوب الإفريقية.
نشأته وتعليمه:
درس عبد الرحمن سميط في الكويت وتخرج من كلية الطب في جامعة الكويت، حيث حصل على شهادة الطب في تخصص الجراحة. على الرغم من دراسته للطب، إلا أنه اختار أن يكرس حياته للدعوة الإسلامية ومساعدة الناس في القارة الإفريقية.
بداية نشاطه الدعوي:
في عام 1981، قرر عبد الرحمن سميط التوجه إلى إفريقيا لتقديم مساعداته الدعوية والإنسانية، حيث بدأ في السفر إلى العديد من البلدان الإفريقية، وكان هدفه نشر الإسلام بين سكان القارة، الذين كانوا يعانون من الفقر والجهل. في بداية مشواره، بدأ سميط في نيجيريا، التي كانت تعتبر إحدى الدول التي تحتوي على عدد كبير من المسلمين، ولكنه عمل على دعم المجتمعات المحلية في مناطق نائية وبدون بنية تحتية كافية.
عمله الدعوي في إفريقيا:
على الرغم من كونه جراحًا، إلا أن عبد الرحمن سميط اختار أن ينفق وقته وجهده في الدعوة إلى الإسلام والعمل الإنساني. أسس العديد من المدارس والمساجد في القرى النائية في إفريقيا، وقدم تعليمًا مجانيًا للأطفال. كما أسهم في بناء مشاريع صحية لتحسين مستوى الرعاية الصحية، وكان له دور كبير في دعم المشاريع التعليمية والصحية في العديد من دول القارة الإفريقية، مثل كينيا، وتنزانيا، وزامبيا، والنيجر، وغانا، وغيرهم.
أسس سميط أيضًا العديد من المنظمات الخيرية، أبرزها “مؤسسة سميط الخيرية”، التي كانت تهدف إلى نشر الإسلام وتحقيق التنمية المستدامة في مجالات التعليم والصحة.
أبرز إسهاماته:
• الدعوة الإسلامية: عمل عبد الرحمن سميط على نشر الإسلام في العديد من دول إفريقيا، حيث تمكن من إقناع آلاف الأشخاص باعتناق الدين الإسلامي.
• المشاريع التعليمية: أسس العديد من المدارس في البلدان الإفريقية، مما ساهم في تحسين مستوى التعليم في المناطق الفقيرة.
• العمل الإغاثي: قدم الدعم للمشاريع الإنسانية والإغاثية في المناطق المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية.
• إغاثة المرضى: أسهم في بناء المستشفيات والمراكز الطبية في المناطق التي كانت تفتقر إلى الرعاية الصحية الأساسية.
التحديات والصعوبات:
واجه عبد الرحمن سميط العديد من التحديات أثناء عمله في إفريقيا، بما في ذلك الصعوبات المالية، والمقاومة الثقافية في بعض المناطق التي كانت تشكك في دعوته للإسلام. كما كان يعاني من مخاطر الأوضاع الأمنية في بعض الدول التي كانت تشهد حروبًا ونزاعات. ورغم ذلك، أصر سميط على الاستمرار في عمله.
وفاته:
توفي عبد الرحمن سميط في 15 أغسطس 2013، عن عمر يناهز 66 عامًا. كانت وفاته خسارة كبيرة للمجتمع الإسلامي والعمل الخيري، حيث ترك إرثًا ضخمًا في نشر الإسلام والتأثير الإيجابي على حياة العديد من الأشخاص في إفريقيا. بعد وفاته، استمرت العديد من مشاريعه الدعوية والتعليمية في التأثير الإيجابي على المجتمعات الإفريقية.
إرثه:
• إرثه الدعوي: ترك عبد الرحمن سميط إرثًا غنيًا في مجال الدعوة الإسلامية في إفريقيا، حيث ساهم في تحويل حياة العديد من الناس إلى الأفضل من خلال تعليمهم الدين الإسلامي وتوفير احتياجاتهم الأساسية.
• إرثه الإنساني: عمله الإغاثي والإنساني في توفير المساعدات للمحتاجين والمساهمة في تحسين الظروف الصحية والتعليمية في إفريقيا جعله أحد الشخصيات المُلهمة في العالم الإسلامي.
عبد الرحمن سميط يُعتبر مثالًا حيًا على الشخص الذي يكرس حياته لخدمة الإسلام والإنسانية، وكان أحد القلائل الذين حملوا على عاتقهم مهمة الدعوة إلى الإسلام في ظروف صعبة في أفريقيا، مما جعله أحد أبرز الدعاة في العصر الحديث.