• من المفارقات العجيبة في هذه الحياة أننا لا نستطيع أن نضحك على النكتة ذاتها أكثر من مرة، بينما نبكي على الجرح ذاته عمرًا كاملًا.
• من أروع ما كتب العلَّامة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى: "نفسُك عالم عجيب، تبدَّل كل لحظة، ويتغير ولا يستقر على حال.
تحب المرء فتراه مَلَكًا، ثم تكرهه فتبصره شيطانًا، وما كان ملكًا، ولا كان شيطانًا، وما تبدَّل ولكن تبدلت حالة نفسك.
وتكون في مسرَّة، فترى الدنيا ضاحكة، ثم تراها وأنت في كَدَرٍ باكية، قد فرغت في سواد الحِداد، وما ضحكت الدنيا قط، ولا بَكَت، ولكن كنت أنت الضاحكَ الباكي.
فمسكينٌ جدًّا أنت، حين تظن أن الكُره يجعلك أقوى، وأن الحقد يجعلك أذكى، وأن القسوة والجفاء هي ما تجعلك إنسانًا محترمًا.
تعلَّم أن تضحك مع من معك، وأن تشاركه ألمه ومعاناته.
عِشْ معه وتعايش به، عش كبيرًا مهما كان الألم مريرًا.
هل تعلم أن الحكمة الشهيرة: "رضا الناس غاية لا تُدرَك" دائمًا يتناقلها الناس مبتورة وغير مكتملة؟ وأنها بتكملتها من أروع الحِكَمِ؛ وهي: "رضا الناس غاية لا تُدرَك،ورضا الله غاية لا تُترَك،فاترك ما لا يُدرَك، وأدْرِك ما لا يُترَك".
لا يلزم أن تكون وسيمًا لتكون جميلًا، ولا مدَّاحًا لتكون محبوبًا، ولا غنيًّا لتكون سعيدًا، يكفي أن تُرضِيَ ربك، وهو سيجعلك عند الناس جميلًا ومحبوبًا وسعيدًا.
لو أصبتَ تسعًا وتسعين مرة، وأخطأت مرة واحدة، لَعاتبك الناس بالواحدة، وتركوا التسع والتسعين؛ هؤلاء هم البشر، ولو أخطأت تسعًا وتسعين مرة، وأصبتَ مرةً، لَغفر الله التسع والتسعين، وقبِل الواحدة؛ ذلك هو الله سبحانه، فما بالنا نلهث وراء البشر، ونبتعد عن الله؟
السمو بالنفس هو أن تتنازل أحيانًا، وتنسحب بهدوء؛ لأن بقاءك سيخدش قيمتك، مع من لا يقدِّرون القيم.
حـروفنا أصبحت تحتاج إلى محامٍ، نحن ننطقها ببراءة، وغيرُنا يفهمها بـخُبث.
يخطئون ثم يرددون: الدنيا تغيَّرت، الدنيا تغيرت، لم تتغير يا أصدقاء؛ لأنها ليست بعاقل حتى تُدرِك وتتغير، القلوب والأخلاق والنفوس والمبادئ هي التي تغيرت.
لم أجد وصفًا للحياة إلا أنها تجارِب، فإن لم تتعلم من الضربة الأولى، فـأنت تستحق الثانية.
وإن سألوك يومًا: لماذا أنت حزين؟ فأجِبْ بصدق، وقُلْ لهم: قليل الاستغفار، هاجِر للقرآن.
إحدى صلواتك ستكون الأخيرة، وستودِّع الدنيا بعدها، فحافِظ عليها، وأحسِن فيها جميعها، فما تدري أيَّها ستكون صلاتك الأخيرة.
ما أجمل كبار السن، يداهمهم النسيان في كل شيء، ما عدا ذكر الله!
كلنا مُثْقَلون بالعيوب، ولولا رِداء من الله تعالى اسمه: السَّتر، لكُسِرت أعناقنا من شدة الخجل.
قُلِ: الحمد لله في عز الوجع، وفي وقت الفرح والحزن، والغضب والصمت، انطقها من قلبك، وردِّدها دومًا، ولن تضعف أبدًا.
مهما كانت الأحوال، فالحمد لله كثيرًا لا يوجد أحن من الله علينا، ما دام قلبك ينبض، فقــــل: لا إلــه إلا اللــه، محمــد رســول الله، صلى الله عليه وسلم.
• يقول أحمد خالد توفيق في مقال (في نعيم الجهل): "كل محدودي الذكاء أو غير المهرة يشعرون بفوقية شديدة، وتعالٍ على الآخرين، الأشخاص الأذكياء يشعرون دومًا بعدم الرضا عن النفس، وبأنهم ليسوا بهذه البراعة، ولربما حسبوا أن ما يقومون به ببساطة هو شيء سهل يقوم به أي واحد آخر"، تذكر الفيلسوف اليوناني الذي قال: "إني أعرف أني لا أعرف"، يقول كونفوشيوس: "المعرفة الحقيقية هي أن تدرك مدى جهلك"، ويقول برتراند راسل: "مصيبة عصرنا هو أن من لا يفهمون يشعرون بالتفوق، بينما الأذكياء فعلًا تملؤهم الشكوك".
• ويقول جبران خليل جبران: "البشر يملُّون من الطفولة، يسارعون ليكبروا، ثم يَتُوقون إلى أن يعودوا أطفالًا ثانيةً، يضيعون صحتهم ليجمعوا المال، ثم يصرفونه ليستعيدوا الصحة، يفكرون بالمستقبل بقلق، وينسون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل، يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبدًا، ويموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبدًا".
• ويقول نجيب محفوظ: "لا تطمح أن تكون أفضل من الآخرين، اطمح أن تكون أفضل من نفسك سابقًا، العقول تصغُر عندما تنشغل بالآخرين، وتكبُر عندما تنشغل بذاتها".
• وقال أحمد الشقيري: "لا تنافس الناس، نافِسْ نفسك؛ ليكون يومك أحسن من أمسك".
• عندما سأل أحدهم الروائيَّ الروسيَّ (أنطون تشيخوف) عن رأيه في الناس، فأجاب بصراحته المعهودة:"تعوَّدنا أن نعيش ونحن نأمل بطقس جيد، وبمحصول وفير، وبقصة غرامية لطيفة، نأمل بالثروة وبالحصول على منصب مأمور شركة، ولكني لا ألاحظ أن أحدًا يأمل بأن يزداد ذكاء، ونقول لأنفسنا عندما يأتي قيصر جديد: ستتحسن الأحوال، وبعد مائتي سنة ستتحسن أكثر، ولا أحد يهتم بأن يأتي الأحسن غدًا، وعمومًا فالحياة كل يوم تصبح أكثر تعقيدًا، وتمضي في اتجاه ما من تلقاء نفسها، أما الناس فيزدادون غباء وبصورة ملحوظة، ويصبح عددٌ متزايد من الناس على هامش الحياة".
قيل هذا الكلام منذ أكثر من مائة عام، وهو تاريخ وفاة قائله؛ إنه أنطون تشيخوف، طبيب وروائي وكاتب مسرحي روسي، ويعتبر من أعظم من كتب القصص القصيرة في التاريخ.
• الناس يحبون الرجل «صالحًا»، ويكرهونه مصلحًا؛ لأن الْمُصْلح يصطدم بصخرة أهوائهم ورغباتهم، لقد أحبَّ أهل مكة محمدًا صلى الله عليه وسلم قبل البعثة لأنه كان صالحًا، ولكن لما بعثه الله تعالى وصار مصلحًا، عادَوه وقالوا: ساحر كذَّاب.