أعلنت شركة ألفابيت (جوجل) (NASDAQ:GOOG)، الشركة الأم لجوجل، عن نتائجها المالية للربع الرابع بعد إغلاق التداول يوم الثلاثاء حيث تفوقت على توقعات الأرباح لكل سهم، لكنها جاءت متساوية تقريبًا مع التوقعات من حيث الإيرادات.
إلا أن الشركة أخفقت في تحقيق التوقعات المتعلقة بإيرادات قطاع الحوسبة السحابية، وهو عنصر أساسي في استراتيجيتها المستقبلية. كما أعلنت عن زيادة كبيرة في نفقاتها الرأسمالية للعام المقبل، حيث ارتفعت من 57.9 مليار دولار إلى 75 مليار دولار.
تراجع أسهم ألفابت بعد الإعلان عن النتائج
هبطت أسهم ألفابت بنسبة تتجاوز 8% في تداولات الأربعاء المبكرة عقب الإعلان عن النتائج. ويأتي هذا التراجع في الوقت الذي أعلنت فيه الصين عن فتح تحقيق لمكافحة الاحتكار ضد جوجل في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها إجراء انتقامي من بكين ردًا على فرض الرئيس دونالد ترامب تعريفة جمركية بنسبة 10% على السلع المصنّعة في الصين.
كما تواجه ألفابت منافسة متزايدة من النماذج الذكية التي طورتها DeepSeek، وهي شركة صينية أذهلت قطاع التكنولوجيا الأسبوع الماضي بعد الكشف عن أن نماذجها الذكية أرخص تكلفة في التدريب وأداؤها مكافئ لنماذج الشركات الرائدة في الولايات المتحدة.
على صعيد المنافسة في قطاع الإعلانات، أعلنت ميتا (NASDAQ:META) الأسبوع الماضي عن نتائج فاقت توقعات وول ستريت على مستوى الإيرادات والأرباح لكنها امتنعت عن تقديم توجيهات مالية للعام بأكمله. وتستثمر ميتا، مثل ألفابت، بشكل مكثف في الذكاء الاصطناعي لتعزيز مبيعات الإعلانات وزيادة تفاعل المستخدمين.
تفاصيل النتائج المالية لألفابت
خلال الربع الرابع، أعلنت ألفابت عن أرباح للسهم الواحد بلغت 2.15 دولار، وإيرادات بلغت 96.4 مليار دولار مقارنةً بتوقعات المحللين التي كانت عند 2.13 دولار للأرباح و96.6 مليار دولار للإيرادات.
بلغت إيرادات الإعلانات 72.4 مليار دولار، متجاوزة التوقعات التي كانت عند 71.7 مليار دولار.
وصلت إيرادات Google Cloud إلى 11.9 مليار دولار، لكنها لم تحقق التوقعات البالغة 12.1 مليار دولار.
أهمية قطاع الحوسبة السحابية لألفابت
تمثل الحوسبة السحابية عاملاً مهمًا بالنسبة لألفابت في سعيها لانتزاع حصة سوقية من أمازون (NASDAQ:AMZN) ومايكروسوفت (MSFT)، حيث أعلنت مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) عن ارتفاع إيراداتها من الحوسبة السحابية بنسبة 21% على أساس سنوي، لتصل إلى 40 مليار دولار في الربع الأخير. ومع ذلك، لم تصل إلى توقعات وول ستريت البالغة 41.1 مليار دولار، مما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة.
لا تزال ألفابت تواجه مخاطر تنظيمية كبيرة، إذ تنتظر نتائج موقف ترامب من تيك توك، التطبيق الصيني لمقاطع الفيديو القصيرة والذي كان من المفترض أن يتم إيقاف عملياته في الولايات المتحدة الشهر الماضي، لكن الرئيس يسعى لإيجاد حل بديل لتجنب الحظر الكامل.
كما تواجه الشركة معركة قانونية بشأن اتهامات باستغلال قوتها الاحتكارية في قطاع البحث الإلكتروني، حيث استأنفت قرار المحكمة الصادر أواخر العام الماضي والذي أدانها بممارسات احتكارية. ومن بين الحلول التي اقترحها محامو الحكومة، تفكيك الشركة إلى كيانات أصغر، وهو أمر لم يقلق الأسواق بشكل كبير حتى الآن.
رغم التحديات، سجلت أسهم ألفابت ارتفاعًا بنسبة 41% خلال الأشهر الـ 12 الماضية، متجاوزةً بذلك أداء أمازون التي ارتفعت أسهمها بنسبة 39%، ومايكروسوفت، التي حققت زيادة متواضعة بنسبة 2% فقط خلال نفس الفترة.
تقلبات أسهم الذكاء الاصطناعي
تشير التقلبات التي شهدتها أسهم الذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي إلى التحولات العميقة التي تحدث حاليًا. وبحسب محللي شركة بلاك روك (NYSE:BLK) في تعليقهم الأسبوعي الأخير على السوق، فإنهم يؤكدون أن نموذجًا من ثلاث مراحل هو المفتاح لتتبع "القوى الكبرى"، أو التغيرات الهيكلية الضخمة، خاصة في ظل تزايد تأثيرات السوق المتنوعة.
ويضيف المحللون: "نستخدم نموذجًا من ثلاث مراحل – التطوير، التبني، التحول – لتتبع تطور الذكاء الاصطناعي. التطورات الأخيرة في هذا المجال تثير تساؤلات حول الاستثمارات والإيرادات المتوقعة من هذه التقنية. نرى قائمة متزايدة من المستفيدين من الذكاء الاصطناعي ونبقى متفائلين تجاه الأسهم الأمريكية."
توقيع :Hayam Shawky
يقولون يمكن للقلوب الدافئة أن تذيب الثلج، ولكن ما لا يعلموه أن تلك القلوب تتجمد مع مرور الوقت
وقد تتجمد هي عندما يكون الثلج قد ذاب