شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً قوياً، بينما تعرضت سوق الأسهم وسوق العملات الرئيسية الأخرى لضغوط شديدة وذلك عقب تنفيذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهديده السابق بفرض رسوم جمركية على الواردات القادمة من كندا والمكسيك والصين
أنقلاب في سوق السندات كما سجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين قفزة ملحوظة، في حين هبطت العقود الآجلة للأسهم في كل من الولايات المتحدة وأوروبا. كما تعرضت الأسواق الآسيوية لضغوط، حيث سجل مؤشر الأسهم لمنطقة آسيا والمحيط والمحيط الهادئ تراجعاً ملحوظاً إثر الإجراءات الحمائية التي استهدفت كبار الشركاء التجاريين لواشنطن. وتراجع الدولار الكندي إلى أدتى مستوى له منذ 2003، بينما يواصل اليورو خسائره بعد إعلان ترامب عزمه على فرض رسوم جمركية على المنتجات الأوروبية بلا استثناء وتمثل هذا الخطوة أكبر تصعيد حمائي من قبل رئيس أميركي منذ نحو قرن، مما أدى إلى موجة بيع واسعة النطاق في مختلف الأسواق المالية، مع مخاوف متزايدة بشأن تداعياتها على التضخم، والأستقرار الجيوسياسي، والنمو الاقتصادي العالمي وأكد ترامب أنه يعتزم عقد محادثات مع كندا والمكسيك يوم الأثنين قبل دخول هذه الرسوم الجديدة حيز التنفيذ
الاسهم الأمريكية
شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية يوم الأثنين خسائر حادة، حيث أظهرت وول ستريت آثار إعلان الرئيس ترامب عن الرسوم الجمركية على الصين والمكسيك وكندا انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.3% انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.9%، وتعثرت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر داو جونز الصناعي بنسة 1.5%، أو حوالي 650 نقطة.
خسائر حادة تجتاح الأسواق الأوروبية
افتتحت الأسواق الأوروبية تعاملاتها على انخفاض حاد يوم الاثنين، متأثرةً بالقرار الأميركي بفرض تعريفات جمركية على العديد من الدول وسط تهديدات مماثلة تستهدف الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وتراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.34% بحلول الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت لندن، مع تسجيل جميع القطاعات انخفاضات كبيرة.
كما شهد مؤشر قطاع السيارات الأوروبي تراجعًا بنسبة 3.5%، بعد أن لامس مستوى منخفضًا بنسبة 4% في وقت سابق. وسجلت أسهم فاليو، المورد الفرنسي لقطع غيار السيارات، انخفاضًا بنسبة 8.3%، في حين تراجعت أسهم رينو (EPA:RENA) بنسبة 4% خلال التعاملات الصباحية المبكرة. أما شركات بي إم دبليو، وفولكس فاجن، وبورش الألمانية، فقد تكبدت خسائر قاربت 5%.
وامتد التراجع إلى القطاعات التكنولوجية والصناعية والتعدينية في أوروبا حيث انخفضت جميعها بنحو 2%، في حين سجل مؤشر داكس الألماني انخفاضًا بأكثر من 1.7% في بداية الجلسة.
ضغوط على الأسواق الآسيوية
تأثرت الأسواق الآسيوية سلبًا أيضًا، حيث كانت أسهم قطاع السيارات من بين الأكثر تضررًا مع تراجع أسهم شركات تويوتا، وهوندا، وكيا، وهيونداي، نظرًا لأن لديها مصانع في كندا والمكسيك، مما يجعل صادراتها عرضة للرسوم الجديدة وفي اليابان، أنهت مؤشرات الأسهم جلستها الصباحية على انخفاض حاد في بورصة طوكيو، حيث فقد مؤشر نيكي 225 959.53 نقطة أي ما يعادل 2.42%، ليصل إلى 38,612.96 نقطة بحلول الساعة 11:30 صباحًا (02:30 بتوقيت غرينتش). كما سجل مؤشر توبكس تراجعًا بنسبة 2.25%، ليصل إلى 2,725.91 نقطة.
أما في أستراليا، فقد تكبدت الأسهم أكبر خسائر يومية لها خلال خمسة أشهر، حيث تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 1.8% وهو الانخفاض الأكبر منذ الرابع من سبتمبر، ليغلق عند 8,379.4 نقطة. وشهدت أسواق كوريا الجنوبية وهونغ كونغ تراجعات مماثلة حيث سجل مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي ومؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ خسائر ملحوظة.
الدولار الأميركي الرابح الأكبر
في ظل هذه الاضطرابات، كان الدولار الأميركي هو المستفيد الأكبر، حيث سجل مكاسب قوية مع تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية في حين شهدت العملات المشفرة انخفاضات حادة. واستقر مؤشر الدولار عند أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، بينما تراجع الدولار الكندي إلى أدنى مستوياته منذ 22 عامًا مقابل العملة الأميركية.
ويرجع هذا الصعود القوي للدولار إلى توقعات بأن تؤدي التعريفات الجمركية إلى تصاعد الضغوط التضخمية مما سيدفع الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. كما أن الأثر السلبي لهذه الإجراءات على الاقتصادات الأجنبية يزيد من جاذبية الدولار كملاذ آمن.
ونتيجة لذلك، انخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، بينما سجل الدولار الكندي أدنى مستوى له منذ 2003. كما تكبدت عملات الأسواق الناشئة، مثل الروبية الهندية والبيزو المكسيكي، خسائر كبيرة.
ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.34% أمام اليوان ليصل إلى 7.34 يوان في السوق الخارجية بعدما سجل في وقت سابق مستوى قياسيًا عند 7.3765 يوان. وتظل الأسواق الصينية مغلقة بسبب عطلة رأس السنة القمرية، ومن المقرر أن تستأنف التداول يوم الأربعاء.
تراجع البيزو المكسيكي إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات عند 21.2882 بيزو لكل دولار أميركي وكان آخر تداول له منخفضًا بنسبة 2.3% عند 21.1540 بيزو. كما انخفض الدولار الكندي إلى 1.4792 لكل دولار أميركي وهو مستوى لم يشهده منذ عام 2003، قبل أن يقلص خسائره ليستقر عند 1.4689، بانخفاض 1%.
أما الدولار الأسترالي، فقد هبط إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات، في حين انخفض الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022. وغالبًا ما تُستخدم هاتان العملتان كبدائل سائلة لليوان الصيني في الأسواق المالية.
فيما تراجع اليورو بنسبة 2.3% ليصل إلى 1.0125 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2022 حيث استعد المستثمرون لاحتمال فرض تعريفات جمركية أميركية على أوروبا من قبل إدارة ترامب. وبلغ آخر تداول للعملة الأوروبية 1.0242 دولار، منخفضًا بنسبة 1.16%.
عزز الدولار الأميركي مكاسبه بنسبة 1.1% ليصل إلى 0.9210 فرنك سويسري، وهو أعلى مستوى له منذ مايو الماضي قبل أن يتراجع إلى 0.9165 فرنك. كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.7% إلى 1.2312 دولار. أما الين الياباني، فكان أكثر استقرارًا، حيث ظل دون تغيير يُذكر عند 155.23 ين لكل دولار أميركي.
توقيع :Hayam Shawky
يقولون يمكن للقلوب الدافئة أن تذيب الثلج، ولكن ما لا يعلموه أن تلك القلوب تتجمد مع مرور الوقت
وقد تتجمد هي عندما يكون الثلج قد ذاب
عاجل: انقلاب في الأسواق العالمية نتيجة قرارات ترامب