[ :: ملتقـــى شباب سبيـــس بــاور :: ]
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://spacepower.site/index.php?page=topic&show=1&id=2251
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

أسطورة خلق الكون الجزائرية (الأمازيغية)
Hayam Shawky 03-02-2025 09:32 صباحاً
 
creation

الأسطورة الجزائرية لخلق الكون ليست موحدة كما هو الحال في الأساطير الإغريقية أو الإسكندنافية، لكنها مستمدة من التراث الأمازيغي العريق
حيث تتعدد الروايات التي تشرح أصل الكون والإنسان وفقًا للمناطق المختلفة داخل الجزائر. من أبرز هذه الروايات تلك التي تعود إلى الميثولوجيا الأمازيغية
والتي تتداخل فيها عناصر الطبيعة، والقوى الخارقة، والكائنات الروحية.


أسطورة خلق الكون الجزائرية (الأمازيغية)

البداية: الفوضى والظلام
تروي بعض الأساطير الأمازيغية أن الكون بدأ في حالة من الفوضى والظلام الدامس، ولم يكن هناك شيء سوى بحر لا نهاية له

يسوده الهدوء العميق، وكانت السماء والأرض ملتصقتين ببعضهما البعض ككيان واحد.
لم تكن هناك شمس أو قمر أو نجوم، فقط فراغ غامض يغمر كل شيء.


ظهور الإله "أموسّو" وإبداع العالم


في إحدى الروايات، يُقال إن إلهًا أزليًا يدعى "أموسّو" (Amussu)، وهو إله المياه والحياة في بعض المعتقدات الأمازيغية

قرر فصل السماء عن الأرض. رفع السماء إلى الأعلى وثبّت الأرض في مكانها
ثم أطلق الرياح الأولى التي بدأت في تحريك المياه، فبدأت الأرض تأخذ شكلها الحالي.


خلق الشمس والقمر والنجوم


بعد تثبيت الأرض، شعر أموسّو أن الظلام لا يزال يلف العالم، فخلق الشمس من نار خالصة ووضعها في السماء لتنير النهار.

ثم خلق القمر ليضيء الليل، وزين السماء بالنجوم التي اعتُبرت مصابيح للآلهة، تهتدي بها الأرواح الطيبة في رحلاتها الليلية.


خلق الجبال والأنهار


ثم شرع الإله في تشكيل الأرض، فرفع الجبال وملأ الوديان، وسكب الأنهار والبحيرات، وجعلها تنساب عبر الوديان والسهول

وخلق الأشجار والنباتات الأولى التي ستوفر الغذاء والمأوى للكائنات الحية المستقبلية.


خلق الإنسان والحيوان


بعد أن أصبح العالم جاهزًا للحياة، أخذ أموسّو حفنة من الطين وشكّل بها أول إنسان، ونفخ فيه من روحه ليمنحه الحياة.

يُقال إن الإنسان الأول كان يُدعى "أومدغار" (Umidghar)، وكان يعيش وحيدًا حتى خلق له الإله رفيقة تُدعى "تيسليت" (Tislit).
مع مرور الوقت، أنجبا أبناءً أصبحوا أسلاف البشر الأوائل.
أما الحيوانات، فقد أُطلقت في البراري، وكان لكل منها دورها في التوازن الطبيعي

فمنها ما يساعد الإنسان، ومنها ما يعلمه الحذر والذكاء.


توازن الكون وقوانين الطبيعة


كان على البشر أن يحترموا قوانين الطبيعة التي وضعها أموسّو، فقد خلق الليل والنهار، والفصول الأربعة، 
ودورة الحياة والموت.
كان لكل شيء مكانه، وكان اختلال هذا التوازن يجلب الكوارث، مثل الجفاف أو العواصف أو الزلازل، كعقوبات من الآلهة عندما يفسد البشر النظام الذي أُعطي لهم.

علاقة الأسطورة بالمعتقدات الأمازيغية

تمثل هذه الأسطورة فلسفة أمازيغية تقوم على احترام الطبيعة واعتبارها قوة حية تستحق التقدير.

حتى اليوم، تعيش بعض بقايا هذه المعتقدات في التقاليد الفلكلورية الجزائرية، حيث تُروى قصص عن أرواح الطبيعة التي تسكن الجبال والوديان
وعن القوى الغامضة التي تتحكم في مصير البشر.

الختام

هذه الأسطورة تحمل تشابهًا مع بعض الأساطير العالمية، لكنها تحتفظ بخصوصيتها من خلال ارتباطها القوي بالطبيعة والجغرافيا الأمازيغية.

[ :: ملتقـــى شباب سبيـــس بــاور :: ]

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved