أساطير الخلق في الكاميرون متنوعة بسبب التنوع العرقي والثقافي الكبير في البلاد، حيث تضم الكاميرون أكثر من 250 مجموعة عرقية، ولكل منها معتقداتها الخاصة حول نشأة العالم والإنسان. ومع ذلك، هناك بعض الأساطير الشائعة التي تتقاطع في عدة مناطق. إليك واحدة من أشهر أساطير الخلق الكاميرونية، والتي تعود إلى بعض القبائل البانتوية في المنطقة:
أسطورة الخلق عند الباسا (Bassa)
تؤمن قبيلة الباسا، إحدى المجموعات العرقية في الكاميرون، بأن الإله الأعلى نيمبي (Nyambe) هو خالق العالم والكون. في البداية، لم يكن هناك شيء سوى السماء والماء، وكان كل شيء في حالة من الفوضى. ثم قرر نيمبي أن يخلق الأرض ويضع عليها الحياة. قام نيمبي بصنع الشمس لتضيء العالم، ثم خلق القمر والنجوم لتزين السماء ليلًا. بعد ذلك، شكّل الأرض والمياه، وأوجد الجبال والوديان والأنهار والغابات. ثم جاء دور الكائنات الحية، فخلق نيمبي الحيوانات بمختلف أشكالها، وأخيرًا صنع الإنسان. في البداية، عاش البشر في انسجام مع نيمبي، لكنهم بدأوا بارتكاب الأخطاء والعصيان، مما أدى إلى ابتعاد الإله عنهم حيث صعد إلى السماء ليبقى بعيدًا عن مشاكلهم، ولكنه لا يزال يراقبهم من فوق.
أسطورة الخلق عند الدوالا (Duala)
تروي أسطورة أخرى، من قبيلة الدوالا في الكاميرون، أن الخالق نيام (Nyam) هو الذي صنع الأرض والسماء، ولكنه لم يخلق البشر مباشرة. بل أرسل كائنًا سماويًا يُدعى مبانغا (Mbanga) ليشكل الإنسان من الطين، ثم نفخ فيه الروح. ولكن، عندما بدأ البشر في الانتشار والتكاثر، أصبحوا أكثر طموحًا وحاولوا تحدي قوى الطبيعة مما أغضب نيام، فقرر أن يجعلهم فانيين، وهكذا ظهر الموت لأول مرة في العالم.
عناصر مشتركة في الأساطير الكاميرونية
وجود إله خالق أعلى غالبًا ما يكون في السماء.
خلق الإنسان من مادة طبيعية مثل الطين.
انسحاب الإله من العالم بسبب تصرفات البشر.
تفسير أسباب الموت والمعاناة كنتيجة للعصيان البشري.
الختام تعكس هذه الأساطير رؤية الكاميرونيين للعالم ودور البشر فيه، وهي قريبة من العديد من التقاليد الأفريقية الأخرى التي تصور الخالق ككيان بعيد ولكنه لا يزال حاضرًا في حياة البشر.
توقيع :Hayam Shawky
يقولون يمكن للقلوب الدافئة أن تذيب الثلج، ولكن ما لا يعلموه أن تلك القلوب تتجمد مع مرور الوقت
وقد تتجمد هي عندما يكون الثلج قد ذاب