يُعد طائر الفيل (Aepyornis) أحد أعظم الطيور التي عاشت على وجه الأرض، وهو طائر ضخم منقرض كان موطنه جزيرة مدغشقر. يتميز بحجمه الهائل ووزنه الثقيل الذي يجعله يُعتبر أضخم طائر معروف في التاريخ. كان هذا الطائر غير قادر على الطيران، وله أقدام قوية تساعده على الحركة في بيئته الطبيعية.
التصنيف العلمي لطائر الفيل
المملكة: الحيوانية (Animalia)
الشعبة: الحبليات (Chordata)
الطائفة: الطيور (Aves)
الرتبة: الروحاء (Palaeognathae)
العائلة: أيبيرونيسيات (Aepyornithidae)
الجنس: أيبيرونيس (Aepyornis) وأيضًا Mullerornis
يُعتقد أن طيور الفيل كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالنعام والمواء (طيور الماوري المنقرضة في نيوزيلندا).
الحجم والبنية الجسدية يُعتبر طائر الفيل أضخم طائر عاش على الأرض، حيث بلغت بعض أنواعه الأحجام التالية:
الطول: يصل إلى 3 أمتار (9.8 قدم تقريبًا).
الوزن: يتراوح بين 350 إلى 500 كغم، وهناك تقديرات تشير إلى أن بعض الأفراد قد تجاوزت 700 كغم.
الأرجل: قوية وسميكة لدعم الوزن الضخم.
الأجنحة: أثرية وصغيرة جدًا، مما يدل على أنه كان طائرًا غير قادر على الطيران.
الرقبة والرأس: يمتلك رقبة طويلة نسبيًا ورأسًا صغيرًا مقارنة بجسده.
البيض – أضخم بيض معروف في التاريخ
كانت بيضة طائر الفيل هي أكبر بيضة معروفة لأي حيوان على وجه الأرض، حتى أكبر من بيض الديناصورات.
حجم البيضة: يصل طولها إلى 34 سم وقطرها إلى 24 سم.
الوزن: يصل إلى 10 كغم، أي أكبر من بيضة النعامة بـ 7 إلى 8 مرات.
السعة الداخلية: يُمكن أن تحتوي بيضة واحدة على سائل يعادل حوالي 150 بيضة دجاج.
لا تزال بعض بيض طائر الفيل موجودة اليوم في المتاحف، بل وتم العثور على بيض محفوظ بشكل جيد جدًا.
النظام الغذائي وسلوك الحياة
كان طائر الفيل عاشبًا بالكامل، ويتغذى على الأوراق، الفواكه، والبذور.
نظرًا لحجمه الكبير، كان بحاجة إلى كميات ضخمة من الطعام، مما جعله يتجول في مناطق واسعة بحثًا عن الغذاء.
يُعتقد أن طائر الفيل كان هادئًا وغير عدائي لكنه كان قادرًا على الدفاع عن نفسه بقوة إذا تعرض للخطر.
الموطن والتوزيع الجغرافي
عاش طائر الفيل في مدغشقر فقط، وهي جزيرة معزولة عن باقي القارات منذ ملايين السنين.
كان ينتشر في الغابات المدارية، السافانا، والمناطق المفتوحة.
يُعتقد أن الطائر كان يتكيف جيدًا مع البيئة المحلية، لكنه كان عرضة لخطر الانقراض بسبب التدخل البشري.
الانقراض – كيف ولماذا؟ يُعتقد أن طائر الفيل انقرض بين القرنين 14 و17 ميلاديًا، وهناك عدة أسباب لانقراضه: الصيد الجائر من قبل البشر
عندما وصل المستوطنون الأوائل إلى مدغشقر، بدأوا بصيد طائر الفيل من أجل لحمه وبيضه الضخم.
كان البيض ذا قيمة غذائية عالية، وكان السكان المحليون يجمعونه بشكل مفرط، مما أدى إلى انخفاض أعداد الطيور.
تدمير الموائل الطبيعية
قام البشر بقطع الغابات من أجل الزراعة، مما أدى إلى فقدان الموائل الطبيعية اللازمة لبقاء الطائر.
أدى إدخال حيوانات مفترسة مثل الكلاب والجرذان إلى تهديد البيض والصغار.
التغيرات البيئية
كانت التغيرات المناخية قد ساهمت أيضًا في تقليل الموارد الغذائية المتاحة للطائر.
أحدث الاكتشافات حول الانقراض
في عام 2018، أشارت دراسات الحمض النووي إلى أن بعض أنواع طائر الفيل ربما ظلت موجودة حتى القرن السابع عشر، أي بعد وقت أطول مما كان يُعتقد سابقًا.
بعض الروايات من البحارة الأوروبيين في العصور الوسطى تحدثت عن "طائر عملاق" في مدغشقر، مما يدعم هذه النظرية.
الأساطير المرتبطة بطائر الفيل
يُعتقد أن طائر الفيل هو مصدر إلهام لأسطورة طائر الروخ (Rukh أو Roc) الذي ورد ذكره في حكايات "ألف ليلة وليلة"، حيث يُوصف بأنه طائر عملاق قادر على حمل الفيلة في مخالبه.
تحدث المستكشفون العرب عن طائر ضخم في مدغشقر، وربما كانوا يشيرون إلى طائر الفيل.
علاقة طائر الفيل بالنعام والطيور الأخرى
ينتمي طائر الفيل إلى مجموعة الطيور العديمة الطيران المعروفة باسم "الراتيتات" (Ratites)، والتي تشمل النعام، الكيوي، الكاسواري، والريّا.
على الرغم من تشابهه مع النعام، إلا أنه يُعتقد أن أقرب الطيور إليه هو طائر الكيوي في نيوزيلندا.
التحليل الجيني أظهر أن طائر الفيل والكيوي يشتركان في سلف مشترك، وهذا مثير للدهشة لأن مدغشقر ونيوزيلندا بعيدتان جغرافيًا.
بقايا طائر الفيل وأهم الاكتشافات الأثرية
تم العثور على العديد من العظام المتحجرة والبيض المتحجر في مدغشقر.
بعض البيض عُثر عليه بحالة جيدة جدًا، مما سمح للعلماء بدراسة تركيبته الداخلية.
لا تزال هياكل عظمية شبه مكتملة تُكتشف حتى اليوم، مما يساعد العلماء على فهم كيفية عيش هذا الطائر العملاق.
هل يمكن إعادة إحياء طائر الفيل؟
بفضل التقدم في علم الجينات، بدأ العلماء في دراسة إمكانية إعادة استنساخ طائر الفيل باستخدام الحمض النووي المستخرج من العظام والبيض المتحجر.
على الرغم من أن الفكرة ما زالت نظرية، إلا أن العلماء يعملون على مشاريع مشابهة لإحياء أنواع منقرضة مثل الماموث الصوفي.
الختام كان طائر الفيل واحدًا من أكثر الطيور روعة في تاريخ الأرض، لكنه انقرض بسبب التدخل البشري. رغم انقراضه لا يزال يمثل لغزًا علميًا مثيرًا، ويجذب اهتمام العلماء وعشاق التاريخ الطبيعي. البيض الضخم والبقايا الأثرية المكتشفة تجعله مثالًا مذهلًا على عظمة الحياة البرية في الماضي.
توقيع :Hayam Shawky
يقولون يمكن للقلوب الدافئة أن تذيب الثلج، ولكن ما لا يعلموه أن تلك القلوب تتجمد مع مرور الوقت
وقد تتجمد هي عندما يكون الثلج قد ذاب
طائر الفيل (Elephant Bird) – أضخم الطيور في التاريخ