سينما نهاية العالم في سيناء
القصة الحقيقية
قد تكون شاهدت الصور الشهيرة لسينما قديمة مهجورة وسط صحراء سيناء، لكن قليلون يعرفون القصة الكاملة وراء هذا المكان الغامض. دعني أخبرك الحكاية من البداية.
في عام 2000، كان سائح فرنسي يستمتع بجولة تخييم في جبال شرم الشيخ، وبينما كان مستلقيًا تحت السماء المليئة بالنجوم، خطرت له فكرة مبتكرة: "لماذا لا نقيم سينما مفتوحة هنا؟ الأجواء الرومانسية في هذا المكان ستجعلها تجربة فريدة من نوعها."
هذا السائح لم يكن فقط صاحب فكرة، بل كان يمتلك الموارد اللازمة لتنفيذها. لذا، قرر النزول إلى القاهرة ليبحث عن معدات السينما. وبعد بحث طويل، تمكن من شراء حوالي 700 كرسي قديم من مسارح تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، كما اشترى بروجيكتور حديثًا وشاشة ضخمة للغاية، شبهها البعض بشراع سفينة في قلب الصحراء. بالإضافة إلى ذلك، جلب مولدات كهرباء قوية لتشغيل السينما.
وبعد تجهيز كل شيء، بدأ السائح بالترويج للمشروع، وقرر أن يكون الفيلم الأول الذي سيعرضه هو فيلم 2001: A Space Odyssey. اختيار هذا الفيلم لم يكن عشوائيًا؛ فهو تحفة فنية تتحدث عن تطور البشرية والمستقبل وعلاقتها بالكون، مما يجعله مناسبًا تمامًا لأجواء المكان.
وعندما حانت ليلة العرض، كان كل شيء جاهزًا: الكراسي مصطفة، الشاشة في مكانها، والجمهور منتظر بفارغ الصبر. لكن حدثت الكارثة: الفيلم لم يعمل!
تعددت الروايات حول سبب الفشل؛ البعض قال إن سكان المنطقة البدو اعترضوا على إقامة السينما في منطقتهم وقاموا بتعطيل المولدات عمدًا. وهناك روايات أخرى تشير إلى أن السلطات المحلية لم تكن راضية عن المشروع لأنه لم يحصل على التصاريح اللازمة.
في النهاية، ترك السائح المشروع وغادر المكان عائدًا إلى بلده، تاركًا كل شيء خلفه. وعلى مر السنوات، تحولت السينما المهجورة إلى موقع غريب يجذب المصورين الذين أطلقوا عليها لقب "سينما نهاية العالم". ما كان يمكن أن يصبح تجربة مميزة تحت سماء شرم الشيخ أصبح مجرد أطلال تُذكّر بمحاولة لم تكتمل.