برينس رانديان: الرجل الذي هزم المستحيل
اللي قدامك دي قصة ملهمة عن "برينس رانديان"، مواطن أمريكي من أصل غياني، وواحد من بين 71 ألف مولود على مستوى العالم المصابين بحالة نادرة جدًا اسمها Tetra-amelia Syndrome. الحالة دي عبارة عن متلازمة جينية بتؤدي إلى غياب الأطراف الأربعة تمامًا، وأحيانًا بتأثر على أعضاء تانية في الجسم زي الوجه، الجمجمة، وحتى الرئتين. غالبية المصابين بالحالة دي ما بيكملوش حياتهم، لكن برينس كان استثناء نادر جدًا.
من هو برينس رانديان؟
اتولد سنة 1871 في "غيانا"، وهي جمهورية صغيرة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية. ورغم إن غيانا ثقافيًا بتتبع منطقة الكاريبي الناطقة بالإنجليزية، إلا إنها كانت مستعمرة بريطانية وهولندية أكتر من 200 سنة. من حظه الصعب، برينس اتولد في وقت ما كانش الطب فيه متقدم لفهم حالته، وده خلاه يلجأ للسيرك عشان يقدر يعيش.
سيرك الوحوش
برينس انضم لعالم العروض الغريبة المعروف بـ"Freak Shows"، وكان ظهوره الأول في الولايات المتحدة بفضل مدير السيرك الشهير "بارنام". هناك، الناس أطلقوا عليه أسماء زي "الرجل الوسادة"، "الرجل اليرقة"، و"الجذع البشري"، بسبب حركته اللي كان بيعتمد فيها على زحف كتافه وفخذيه. كان بيظهر دايمًا ببدلة مميزة محكمة، بتخليه أشبه باليرقة أو التعبان.
رغم غياب أطرافه الأربعة، برينس كان عنده قدرات مذهلة. كان بيقدر يكتب ويرسم بفمه، يولّع السجاير، بل ويولفها كمان! أما الحلاقة، فكان بيعملها بنفسه عن طريق تثبيت موسى في عمود خشبي وتحريك رأسه عليه. إصراره وقدرته على التكيف خلاه يدهش كل اللي شافوه، وكان مثال حي على إن الإعاقة الحقيقية مش في الجسد.
حياته الشخصية
ورغم كل التحديات، برينس قدر يكون أسرة. اتجوز سيدة هندية اسمها "الأميرة سارا"، وخلف منها 4 بنات وولد. ابنه "ريتشارد" كبر وبقى مدير أعماله في السيرك، وده دليل على إن برينس نجح مش بس كفنان، لكن كأب كمان. استمر برينس في تقديم عروضه لمدة 45 سنة، لحد ما توفي سنة 1934 بعد آخر عرض ليه في نيويورك بسبب أزمة قلبية.
نموذج آخر للإلهام
النهارده، في شخص تاني عنده نفس الحالة بيعتبر مصدر إلهام لكثير من الناس، وهو "نيك فيوتتش"، المحاضر الأسترالي الشهير. نيك عاش تجربة صعبة بسبب حالته، لكنه حولها لقصة نجاح عالمي، وأسس منظمة "حياة بدون أطراف" لدعم المصابين بالحالات النادرة دي. يمكن تكون شفتله فيديو من TED Talk أو في جولاته الدولية، وده دليل تاني على إن الإصرار أقوى من أي صعوبات.
قصة برينس بتعلمنا درس عميق: إننا نقدر نواجه المستحيل بالإرادة. كل واحد فينا ممكن يشتكي من تفاصيل صغيرة في حياته، لكن لما نبص لقصص زي دي، بنحس قد إيه إحنا في نعمة كبيرة. خليك دايمًا شاكر لكل اللي عندك، وافتكر إن في ناس واجهوا تحديات أصعب بكتير ونجحوا في التغلب عليها.