[ :: ملتقـــى شباب سبيـــس بــاور :: ]
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://spacepower.site/index.php?page=topic&show=1&id=1463
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

Power memories
GalaXy_Rose 22-01-2025 08:20 مساءً
 
لطالما كانت البدايات هي الأصعب بالنسبة لي... أعلم... عكس معظم البشر ان لم يكن الكل.
و لصعوبة الأمر قررت الدخول في صلب الموضوع تماماً كما أفعل في رواياتي.
الا أن هذا ليس فصلاً من رواية بل هو البوح بما شعرت به مذ عرفت باور او ربما قبل هذا بقليل.
في الحقيقة انا شخصٌ حساسٌ الى أبعد الحدود او ما يدعوه الناس هذه الأيام بـ emotional  وعادةً ما يصحب الحساسية التفكير الزائد (overthinking)  
في صغري كنت اشعر انه لا مكان لي في هذا العالم... كنت اخاف العالم... كنت أخاف اخذ اي خطوةٍ من اي نوع طالما استطاع البشر رؤية ما فعلت.
كنت في الحادية عشرة من عمري او ربما اكبر قليلاً، بلا أصدقاء بل وحدي تماماً اقضي عطلتي أمام حاسوبٍ قديم في منزلنا أبحث عن شيءٍ يتعلق بالأنمي و لأجد نفسي أمام صفحةٍ غمرتني باحساسٍ مألوف..
لم افهم اين انا وماذا يعني "ملتقى" لكنه حمل اسم سبيس باور وكل ما اذكره اني تركت بحثي وبدأت باستكشاف هذا الملتقى ورغم كوني شخصٌ كره القراءة حينها الا اني وجدت نفسي امضي ساعاتٍ وساعاتٍ اقرأ.
اذكر اني كنت ابتسلم لاارادياً واذكر اني شعرت بالحياة تملأ قلبي. كيف لا وكان الملقى يشمل كل شيءٍ حلمت به يوماً واول مستحيلٍ و هو "مكانٌ انتمي اليه"
وحقيقةً لا أدري لما شعرت بهذا حينها فأنا لم امضي سوى بضع ساعات، بل لم اعرف ما هو الملتقى بعد ولم انشئ حساباً حتى
لكن سرعان ما انشأت حسابي و فهمت الأمر ووجدت نفسي أمضي يومي كله أتصفح الملتقى. وجدت فيه كل ما يهمني ووجدت نفسي اهتم حتى بما لم يهمني حينها والى الآن لا أعرف كيف جعلني الملتقى أحب القراءة رغم كونها من اشد ما اكره في الحياة.
كانت هذه بداية تغير حياتي..
فبمرور الوقت بدأت التعرف على بعض الأعضاء، بل كنت اتلقى طلبات صداقة!
كيف؟ من قد يريد ان يصادق شخصاً مثلي؟ بل وارسلوا لي رسائل و صرنا نتحدث و كنا نقضي وقتاً ممتعاً
كيف هذا؟ هل حقاً انتمي الى هذا العالم؟
تساؤلات لا تعد ولا تحصى راودتني حينها لكن لم تتملكني و هذه كانت اول مرةٍ اكون انا المتحكمة في افكاري، عادةً كان الخوف هو ما يقف حائلاً بيني وبين الحياة. لا انكر اني كنت خائفةً حينها لكن لأول مرة لم اتوقف ولم أهرب بل تابعت حتى استطعت القول اني بالفعل لدي اصدقاء. ليس وهماً و ليست كذبة بل بالفعل هناك من يهتمون لأمري
و بهذا تحقق ثاني مستحيل و هو "اصدقاء"
مر المزيد من الوقت ووجدت نفسي أنشر فصولاً من احدى رواياتي.
انا انشر شيئاً من صنعي ليراه اناسٌ آخرون؟ ألم يكن هذا أحد المستحيلات؟ بل ألم يكن هذا من اكثر ما يخيفني؟ لكني فعلته
فعلت المستحيل الثالث و "تحليت بالشجاعة" وايضاً تلقيت الدعم من أصدقائي وحتى ممن لم يكن بيننا حوارٌ سابق و تبدل الخوف واصبح تشويقاً
كان كل شيءٍ مثالياً، كان هذا الملتقى كل ما احتجته في حياتي، تغيرتُ وتغيرت حياتي حتى بدأ من حولي من عائلتي وزملائي يعلقون على هذا التغير وبسبب هذا استطعت تكوين صداقاتٍ على ارض الواقع.
حدث كل ما كان مجرد حلمٍ لم أؤمن بحدوثه حتى ولأول مرةٍ رأيت نفسي بالفعل سعيدة.
ثم أتت الدراسة لتشغلني عن كل شيءٍ احبه. هواياتي من كتابةٍ ورسم والآن قراءة والكثير ولكن بالطبع كان الملتقى هو الاساس.
رغم صعوبة الأمر الا اني كنت أعرف اني سأعود فور انتهائي و لكني عدت لأجد الملتقى قد اختفى. في البداية ظننته مجرد عطلٍ او ربما يحدث تعديلٌ ما. أعني لا يعقل ان يتم اغلاقه هكذا صحيح؟
بل كانت هذه الحقيقة فالملتقى لم يعد له وجود
شعرت بـ... كيف اصف شعوري؟
قد يبدو الأمر مضحكاً لكني شعرت بالبرد.. و رأيت نور العالم يختفي تدريجياً ومجدداً اختفت ابتسامتي..
حاولت التحدث الى اصدقائي الذين استطعت الحصول عليهم بفضل الشجاعة التي اكتسبتها من وجودي في الملتقى لكن لم يفهم احد لانهم لم يكونوا اعضاءً بل لم يعرفوا بوجوده من الاساس لذا اضطررت للاحتفاظ بمشاعري لنفسي و المضي قدماً فالملتقى لم يعلمني الاستسلام.
اجل...رغم رحيله لكن ما تعلمته بقي معي و تقدمي لم يتوقف فما تعلمته لم يكن مجرد درسٍ عابر بل كان أثراً بقي معي حتى اللحظة.
مضت السنوات بصعوبةٍ لا يمكن وصفها.. شعرت أني أواجه الحياة وحدي.. و كثيراً كنت أبحث عن الملتقى آملةً ان يكون قد عاد لكن بلا جدوى..
بين الحينٍ والآخر كنت أرى صوراً للملتقى إما كنت حفظتها مسبقاً او وجدتها منشورةً على المجموعات التي يتفاعل فيها اعضاء الملتقى على المنصات الاخرى.
لا أذكر كم مرة بكيت و قد يبدو الامر كنوعٍ من الدراما الزائدة ولكن الملتقى يعني لي اكثر مما قد يتوقع احد فلا يفهم شعور التحرر من الخوف إلا من عاشه. ومن عاشه تجده دائماً يحمل ذكرى ما حرره اقرب ما يكون الى القلب فالأمر ليس ببساطة ذكرى عابرة لكنه تغييرٌ جذري في الحياة بأكملها.
وبعد كل تلك سنوات عدنا والآن أقول ها انا ذا يا باور، تماسكت رغم كل شيء و حافظت على شجاعتي و لم اتوقف عن مواجهة خوفي، حققت الكثير و الكثير من الانجازات و اصبحت شخصاً افضل وانا الآن بشجاعةٍ أنشر ما أكتب.. لم أعد أخاف العالم.
لم يتغير حبي لهذا المكان، لم يتغير شعوري بالأمان هنا ولم تتوقف ابتسامتي منذ عودتك وأُضيئت حياتي من جديد تماماً كما حدث أول مرة.
وفي النهاية هذا فضلٌ وتوفيقٌ ونعمةٌ من الله احمده عليها كل يوم، فلم أكن لأستطيع رؤية اي شيءٍ مما قد تحمله الحياة من فرحةٍ ان لم اعثر على الملتقى حينها ولا استطيع تخيل اين وكيف كنت سأكون... وفي الحقيقة لا أريد التخيل.
ربما فات اوان التعبير عن سعادتي يعودة الملتقى لكن ربما تلهم مشاركتي شخصاٌ ليتعلم ما تعلمته، او ربما نشارك ذكرياتنا معاً
فمن يدري، لربما مجرد الذكرى تفيد شخصاٌ آخر ظن انه لا مجال لتغير الأوضاع، لربما الذكرى تضئ حياة شخصٍ لا يذكر سوى الظلام.
 
[ :: ملتقـــى شباب سبيـــس بــاور :: ]

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved