أفلام عربي كثيرة تحدثت عن الصراع الأزلي بين العرب واليهود، قد تكون تلك الأفلام تحدثت بوضوح كأفلام الحروب أو القصص التاريخية، مثل فيلم بورسعيد، أو مسلسل فارس بلا جواد للفنان محمد صبحي أو أعمال تناولت هذا الصراع من منظور رمزي خالص مثل فيلم الدخيل، وهو سيكون عنوان مقالنا اليوم في موقع ملتقى شباب سبيس باور
قصة الفيلم
فيلم الدخيل والذي تم عرضه في عام 1967
يحكي الفيلم عن ذكي وهو بائع ميني فاتورة متجول، معروف في إحدى القرى، وفي أحد الأيام يدعي ذكي الإغماء ويأخذه العمدة لمنزله، ولكنه يخبرهم بصوت متقطع أن ابنته فُتنة قادمة له في قطار الساعة السادسة، ليذهب عبد العليم ابن العمدة لاستقبالها، وينظر لها الرجال باندهاش لجمالها، تبيت فتنة في منزل العمدة مع ابنته فاطمة، ويظهر على عبد العليم اعجابه الشديد بفتنة ومع ادعاء ذكي للمرض يقترح عبد العليم تنظيف المخزن الموجود على مشارف قريتهم حتى يجلس بها ذكي وفتنة وذلك لرغبته بقاء فتنة بالقرية، ثم وبإغراء من فٌتنة يقوم ببيع المخزن وخمس فدادين يملكهم لهم، ومن هنا يستدعي ذكي اقارب له لبناء خيمهم في تلك الفدادين مدعين انهم تابعين للحكومة وأنه سيبنون مصنع هنا، ويبدأ ذكي في أقراض الناس المال ويجعلهم يبصمون على أوراق بمبالغ بأكثر من اضعاف المال المقترض، ويبدأ ذكي في الاستيلاء على أراضي ومنازل الفلاحين بالتزوير، ثم يحاول الايقاع بين عبد العليم وصابر صديقه ابن عمدة البر الثاني وخطيب شقيقته، وأخيراَ يكتشف عبد العليم الحقيقة ولكن بعد أن تقوم معركة بين ذكي واقاربه مع أهل القريتين بعد اتحادهم لطرد تلك العائلة الخبيثة يقوم عبد العليم بقتل فٌتنة ويذهب لقتل ذكي بعد تنكره في ملابس الفلاحين ومحاولته الهرب، ولكن ذكي يبادره بضربه بعيار ناري ولكن يموت ذكي على يد الشيخ عراقي المجذوب، ويبدأ رجال باقي الكفور المجاورة في القدوم للمساعدة في الحرب ضد هؤلاء الدخلاء
ينتهي فيلم الدخيل دون انتصار أي من الفريقين على الأخر، فقد كانت المعركة لا تزال مستمرة
الدخيل مباراة فنية رائعة
الفيلم هو أحد أهم الأفلام الرمزية التي انتجتها السينما المصرية، والفيلم مليء بالرموز منذ بداية الفيلم لنهايته كما ان الفيلم هو مباراة فنية بحق بين كل نجوم العمل، فقد اعتمد نجومنا في كثير من المشاهد على النظرات وتعابير الوجه فقط، وقد كانت مباراة مميزة كما احتوى الفيلم على مجموعة من الجمل ذات المعنى المميز والمعبر عن الأحداث ولكن بطريقة ملتوية مثل: الوطاويط لما بتلزق في الوش مش بتخرج الا بالطبل البلدي "وكان يعني دخول الدخلاء للبلد وعدم خروجهم منها" العرسة هتاكل الفراخ "فٌتنة ومحاولاتها الايقاع بين الأبطال" العرسة كلت الحبل والكوبري هيقع "لكوبري كان هو الجسر الوحيد بين البرين، وكان فتنة قد نجحت بالفعل في زرع الفتنة بين عبد العليم وصديقه المقرب صابر" وكانت تلك الجمل على لسان الشيخ عراقي وعندما سأل عبد العليم ان كانت المعركة قد انتهت رد صابر: المعركة لسة مستمرة "كانت تلك هي أخر جملة في الفيلم"
على الرغم من أن الفيلم فعليا يتسبب بالإكتئاب ولكن نهايته مريحة إلى حد ما
كان أكثر ما لفت انتباهي في الفيلم هو الأطفال، خاصة عندما كان يحذرهم الشيخ عراقي، أو وهم يتحدون عبد العليم، وكانت المشاهد مقدمة وكأنها بمثابة إعلان أن أطفال اليوم هم محاربون الغد، وهم من سيكملون الطريق ويستمرون في المعركة
وأيضاَ عندما سرقت فٌتنة الخطابات التي كان أرسلها صابر لحبيبته وخطيبته فاطمة والتي استخدمتها في النهاية لمحاولة تشويه سمعة صابر، وبالمقابل لم يصدقها احد حتى وإن كان صابر لم يتحدث ويخبر الجميع أن تلك الخطابات ارسلها لخطيبته حفاظاَ على سمعتها، لتبدأ بوادر معركة بين القريتين، إلا ان فاطمة لا تهتم وتخبر الجميع أن تلك الخطابات أرسلت لها هي وأن فٌتنة "سرقتها عندما فتحنا لهم منزلنا واكرمناهم"
وأيضاَ من الحوارات الهامة بالفيلم عندما استدعى ذكي اقاربه ليخيموا بالخمس فدادين مدعين أنهم تابعين للحكومة، يسأله أحد الرجال "وماذا إن سألوا الحكومة؟"
ليرد ذكي "أي حكومة فيهم؟؟ اللي جوة وألا اللي برة؟؟ أنا معايا حماية"
وأيضاَ عندما يلجا الفلاحين لصابر بخصوص هذا الأمر يخبرهم إنهم حتى لو لجأوا للحكومة لن تفيدهم بشيء "الحكومة عايزة تطلعكم من أرضكم"
على الرغم من أن الحوارين جاءوا بصورة تظهر عفوية أو تتحدث عن حكومة الدولة إلا أن جملة ذكي والتي حددت حكومتان كانت كفيلة بأن تجعل المشاهد يفهم عن اي حكومة يتحدث صابر تماماَ
من أجمل المشاهد التي رأيتها في الفيلم عندما أقام الدخلاء حفل ديسكو راقص، وكان عبد العليم حاضراً ويرقص بينهم جميعهم يرتدون بدل وفساتين ولكن عبد العليم كان الشاذ وسطهم بجلبيته وقبعته التي تعبر عن هويته، فأصبح غريباً وسط هذا الجمع، وكان تعبيراً صارخاً عن هؤلاء الأشخاص الذين يتعاونون مع الأعداء لأي سبب كان حتى لو كانت حجتهم التمدن فسيكونون شواذ وسط الجميع
أكثر من ساعد فٌتنة على محاولات القتل كان شاب غجري، وذلك حباً في فتنة والمال في ذات الوقت
نجوم العمل
الفيلم قصة: رمضان خليفة
إخراج: نور الدمرداش
البطولة: ذكي: النجم محمود المليجي
فٌتنة: النجمة ليلى فوزي
عبد العليم: النجم حمدي غيث
صابر: النجم صلاح قابيل
شيخ عراقي: النجم عبد الرحمن ابو زهرة
فاطمة: النجمة زيزي البدراوي
الدكتورة بدرية: النجمة فاتن الشوباشي الشاب الغجري: النجم محمد نوح
المعركة لسة مستمرة
تم تحرير الموضوع بواسطة :Hayam Shawky
بتاريخ:18-01-2025 08:54 صباحاً
توقيع :Hayam Shawky
يقولون يمكن للقلوب الدافئة أن تذيب الثلج، ولكن ما لا يعلموه أن تلك القلوب تتجمد مع مرور الوقت
وقد تتجمد هي عندما يكون الثلج قد ذاب