حذّرت شركة تسلا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن محاولاته لفرض رسوم جمركية انتقامية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قد تؤثر على أعمالها.
في خطاب غير موقع تم تحميله على سجل تنظيمي بتاريخ 11 مارس، أوضحت الشركة أن الحرب التجارية قد تزيد من تكاليف تصنيع سياراتها، كما قد تدفع دولًا أخرى إلى فرض رسوم جمركية على المركبات التي تصنعها تسلا في أوستن، أو على المعدات الإلكترونية التي تنتجها في ولايات مثل كاليفورنيا ونيفادا.
وجاء في الخطاب: "الإجراءات الخاصة السابقة للرسوم الجمركية الأمريكية زادت بالفعل من تكاليف تصنيع سيارات تسلا داخل الولايات المتحدة، كما رفعت من تكاليف تصدير هذه السيارات، مما أدى إلى تقليل القدرة التنافسية للمُصنّعين الأمريكيين في الأسواق الدولية."
مع استمرار التراجع الحاد في سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) والانخفاضات الواسعة التي تضرب الأسواق، يرى بعض المستثمرين أن هذه التقلبات توفر فرصًا ذهبية للشراء عند الانخفاض، بينما يسعى آخرون لفهم الاتجاهات القادمة قبل اتخاذ قرارات استثمارية.
ماسك يُلدغ من سياسات ترامب
يُذكر أن إيلون ماسك ، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قد تم تعيينه كـ"موظف حكومي خاص"، وكان مرتبطًا بمبادرات ترامب الرامية إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية وأتمتتها. لكن هذا الخطاب يسلط الضوء على التباين المحتمل بين مصالح ماسك السياسية ومصالحه التجارية.
وقد تراجعت أسهم تسلا بنحو 50% منذ ذروتها في ديسمبر. وفي وقت سابق من الأسبوع، صرّح ماسك بأنه يواجه صعوبات في إدارة أعماله بسبب ارتباطه بمكتب البيت الأبيض لشؤون الابتكار الرقمي.
وأضاف الخطاب: "تسلا تدعم عملية قوية وشاملة لجمع المعلومات لضمان اتخاذ إجراءات مناسبة لمعالجة الممارسات التجارية غير العادلة، مع الحرص على عدم الإضرار بالشركات الأمريكية عن غير قصد." وقد نشرت فايننشال تايمز (Financial Times) تقريرًا عن هذا الخطاب سابقًا.
وعلى الرغم من أن عدم توقيع الخطاب قد يكون أمرًا غير معتاد، إلا أنه ليس سابقة بالنسبة لـتسلا، حيث سبق أن قدمت الشركة تعليقات إلى مصلحة الضرائب الأمريكية دون توقيع. ومع ذلك، تضمنت رسائل أخرى وجهتها إلى وكالات حكومية توقيعات رسمية.
ورفضت تسلا وإيلون ماسك والبيت الأبيض التعليق على طلب بيزنس إنسايدر (Business Insider) بشأن هذه الرسالة.
تم تحميل الخطاب إلى بوابة التعليقات العامة الخاصة بالممثل التجاري الأمريكي بتاريخ 11 مارس، بواسطة أحد المحامين الداخليين لدى تسلا.
وقد أُرسل الخطاب في نفس اليوم الذي دعا فيه ترامب إيلون ماسك إلى الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، حيث أقام حدثًا دعائيًا استعرض فيه مجموعة من سيارات تسلا. وخلال المناسبة، أعلن ترامب أنه سيشتري سيارة تسلا دعمًا لماسك وشركته، بعد تعرض عدد من معارض الشركة لعمليات تخريب.
تداعيات الرسوم الجمركية على صناعة السيارات الأمريكية
من جانب آخر، يمكن أن تشكل التهديدات المتكررة بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك ضربة قوية لكبرى شركات تصنيع السيارات الأمريكية.
فقد كتب محللو باركليز (LON:BARC) ( Barclays ) في مذكرة بتاريخ 5 مارس أن فرض ضريبة بنسبة 25% على السلع المستوردة من كندا والمكسيك قد يمحو أرباح فورد (NYSE:F) (Ford) وجنرال موتورز (GM) وستيلانتيس (Stellantis)، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لتعويض ذلك عبر زيادة الأسعار أو تعديل خطط الإنتاج.
وقال جيم فارلي (Jim Farley)، الرئيس التنفيذي لشركة فورد (Ford)، في تصريح خلال فبراير: "إذا نظرنا إلى الرسوم الجمركية بواقعية، فإن فرض ضريبة بنسبة 25% على الحدود مع المكسيك وكندا سيمثل ضربة قاسية لصناعة السيارات الأمريكية لم يسبق لها مثيل."
أما تسلا، فستشعر بتأثير هذه الإجراءات أيضًا، نظرًا لأن 20-25% من مكونات سياراتها لعام 2025 تأتي من المكسيك، وفقًا لإيداع قدمته إلى الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة.
وفي مكالمة أرباح بتاريخ 29 يناير، صرح فايبهاف تانيجا (Vaibhav Taneja)، المدير المالي لشركة تسلا، قائلًا: "هناك الكثير من عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية. على مر السنين، حاولنا توطين سلسلة التوريد في كل سوق، لكننا ما زلنا نعتمد على أجزاء من جميع أنحاء العالم. لذلك، فإن فرض الرسوم الجمركية، وهو أمر مرجح جدًا، سيكون له تأثير على أعمالنا وربحيتنا."
