نكمل معكم اليوم سلسلتنا الرمضانية، وننطلق اليوم لعام 1926 في باريس ومسجد باريس الكبير أول مسجد بني في فرنسا
الخلفية التاريخية:
يُعد مسجد باريس الكبير (Grande Mosquée de Paris) أول مسجد يُبنى في فرنسا
يُعد مسجد باريس الكبير (Grande Mosquée de Paris) أول مسجد يُبنى في فرنسا
وقد تم افتتاحه رسميًا في 19 يوليو 1926، خلال فترة الجمهورية الفرنسية الثالثة.
جاء بناء المسجد تكريمًا للجنود المسلمين من المستعمرات الفرنسية الذين قاتلوا وماتوا دفاعًا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)
حيث كان عددهم يقدر بحوالي 100,000 جندي.

اختيار الموقع والتخطيط:
التصميم والهندسة المعمارية:
التمويل والبناء:
دور المسجد في المجتمع:
التأثير والرمزية:
الختام
مسجد باريس الكبير ليس فقط أول مسجد بُني في فرنسا، ولكنه أيضًا معلم تاريخي يعكس العلاقة بين الإسلام وفرنسا
ودور المسلمين في تشكيل تاريخ البلاد. لا يزال هذا المسجد حتى اليوم واحدًا من أهم المراكز الإسلامية في أوروبا، ويؤدي دورًا محوريًا في الحوار بين الأديان والثقافات.
- وقع الاختيار على موقع المسجد في الدائرة الخامسة من باريس، في قلب الحي اللاتيني، بالقرب من حديقة النباتات الوطنية (Jardin des Plantes) وجامعة السوربون.
- كان الموقع ذو رمزية كبيرة، حيث كان يهدف إلى تعزيز اندماج المسلمين في فرنسا والاعتراف بدورهم في المجتمع الفرنسي.

التصميم والهندسة المعمارية:
- صُمم المسجد بأسلوب الموريسكي الأندلسي، مستوحى من العمارة الإسلامية في إسبانيا وشمال إفريقيا، وخاصة جامع القرويين في فاس (المغرب) والمساجد التاريخية في الأندلس مثل مسجد قرطبة.
- المهندس المعماري المسؤول عن المشروع كان موريس ترانشانت دي لونيل (Maurice Tranchant de Lunel).
- بلغت مساحة المسجد حوالي 7,500 متر مربع، مما جعله أحد أكبر المساجد في أوروبا في ذلك الوقت.
- يحتوي المسجد على مئذنة بارتفاع 33 مترًا، مزينة بالفسيفساء الخضراء والخزف المغربي التقليدي.
- بُنيت القاعات الداخلية والفناء على الطراز العربي الأندلسي، حيث استخدمت الأقواس التقليدية، الزخارف الجصية، الفسيفساء، والأعمال الخشبية المميزة.
- يوجد داخل المسجد حديقة أندلسية جميلة، مزينة بالنوافير والأشجار التي تضفي عليه طابع الهدوء والروحانية.

التمويل والبناء:
- موَّلت الحكومة الفرنسية المشروع جزئيًا، حيث قدمت 500,000 فرنك ذهبي، بينما ساهمت دول شمال إفريقيا المستعمرة آنذاك مثل الجزائر، المغرب، وتونس في تمويل البناء.
- وُضع حجر الأساس في عام 1922، واكتمل البناء عام 1926، ليتم افتتاح المسجد رسميًا بحضور الرئيس الفرنسي آنذاك غاستون دومرغ (Gaston Doumergue)، إلى جانب شخصيات دينية وسياسية بارزة.

دور المسجد في المجتمع:
- لم يكن مجرد مكان للعبادة، بل كان أيضًا مركزًا ثقافيًا وتعليميًا، حيث يضم مكتبة إسلامية، ومدرسة لتعليم اللغة العربية، وقاعة للمحاضرات.
- خلال الحرب العالمية الثانية، لعب المسجد دورًا إنسانيًا حيث قدم مأوى للمقاومين الفرنسيين واليهود الذين كانوا يهربون من الاحتلال النازي، ومنحهم وثائق هوية مزيفة لحمايتهم.
- اليوم، يُعتبر المسجد مركزًا رئيسيًا للجالية المسلمة في فرنسا، ويستضيف العديد من الفعاليات الدينية والثقافية، مثل صلاة الجمعة، ودروس الفقه، واحتفالات الأعياد الإسلامية.

التأثير والرمزية:
- يُعد المسجد رمزًا للتسامح والاعتراف الرسمي بالإسلام كجزء من المجتمع الفرنسي.
- أسهم في نشر الثقافة الإسلامية وتعريف الفرنسيين بالإسلام بعيدًا عن الصور النمطية.
- ألهم بناء مساجد أخرى في فرنسا، حيث تبعته مشاريع مماثلة في مدن أخرى مثل ليون ومرسيليا.

الختام
مسجد باريس الكبير ليس فقط أول مسجد بُني في فرنسا، ولكنه أيضًا معلم تاريخي يعكس العلاقة بين الإسلام وفرنسا
ودور المسلمين في تشكيل تاريخ البلاد. لا يزال هذا المسجد حتى اليوم واحدًا من أهم المراكز الإسلامية في أوروبا، ويؤدي دورًا محوريًا في الحوار بين الأديان والثقافات.